مهما صـفت النفـوس تجاه بعضها
ومهما تواردت الأفكار والخواطـر
فلا بد أن يتخلل ذلك الصفاء تشويش يعكره حتى لوقل و ندر
قد نخطئ في حق صديق .. حبيب ..قريب
وقد يخطئ علينا الغيـر
ولكن أيـن السماح من هذا الخلاف؟
لماذا نسامـــح؟
نسامـح لأننا نحب بصدق ...
فمن نحبه نتمنى أن تستمر علاقتنا معه...
نسامح لأن قلوبنا بيضاء ولا تلبث بعد فترة قصيرة من الخلاف...
أن تنفث غبار غضبها مع هبات النسيان...
متى نسامح؟
نسامح إذا استحق مغضبنا السماح ...
واثبت لنا باعتذاره ندمـه وتأسفـه...
وليس عيبا أن نتعذر بل الاعتذارمن أجل الأمور التي ترفع مقامات البشر...
والشاعر يقول :
يستوجب العفو الفتى اذا اعترف ***وتاب عما قد جناه واقترف
أما إذا تعالت نفسه عن الاعتذار
فسماحك هنا فضيلة تتميز بها وتترفع عن تفاهات الأمـور
وقدرتنا على السماح تختلف باختلاف الجرح الذي تعرضنا له
فجرح الخيانة مثلا قد يجعلنا نتحامل في قلوبنا...
ونرفض السماح لفترة طويلـة...
ولكـــن في الأخيـر...
نحس بطعـم التسامح وجمال معناه...
عندما يآلف بين قلوبنا ويمحي من ذاكرتنا مواقف كنا نتمنى نسيانها...
فما أجمل السماح حتى لو سبقـه العتب ...
قال أبوالدرداء : معاتبة الصديق أهون من فقده...
وان التسامح هي من صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ..
وهو خير البشر واصفاها واكرمها ..
فهل الى الآن لا تسامح ..؟؟؟